الدرس 6 _تراجع الكواكب
إذا كنت تراقب السماء كل ليلة باستمرار ستلاحظ أن جميع النجوم تتقدم نحو الغرب تدريجيا يوما بعد يوم .. وهذا التقدم ناتج عن حركة الأرض في مدارها حول الشمس ، فكل يوم تتحرك الأرض بمقدار درجة واحدة تقريبا في المدار .. ولو كنت دقيق الملاحظة كذلك ستجد أن بعض الكواكب تتحرك ببطء شديد نحو الشرق مقارنة بالنجوم التي حولها في السماء فيما يسمى بالحركة التراجعية ..
السبب الرئيسي للحركة التراجعية هو أن الكواكب تدور مثلنا حول الشمس في مدارات .. وكلما كان الكوكب قريب من الشمس كلما كانت حركته أسرع في مداره .. وعلى ذلك فإن سرعة الأرض في مدارها أكبر من سرعة المريخ في مداره ، فعندما تلحق الأرض بالمريخ وتتجاوزه ينتج عن ذلك ما يسمى بالحركة التراجعية للمريخ ، اي نرى المريخ يتراجع في تقدمه اليومي نحو الغرب متجها ببطئ نحو الشرق متخلفا عن باقي النجوم التي حوله ، إلا أنه يستمر لفترة قصيرة ثم يعود لحركته العادية مرة أخرى نحو الغرب ..
إن عملية الإرتداد هذه تحدث عندما يلحق كوكب سريع الحركة بكوكب أخر بطيئ الحركة ويتجاوزه .. ويمكنك تجربة هذا التأثير بنفسك إذا كنت في سيارة سباق مثلا وعلى مسار دائري ، وجوارك صديق بسيارته على مسار دائري أخر .. وتم الإتفاق بأن كل منكما يسير بسرعة ثابتة وأن تكون سرعتك أكبر من سرعته بمقدار معين .. ففي البداية سيبدو لك أنه يبتعد عنك ثم عندما تلحق به سيبدوا لك كأنه ثابت ، وعندما تتجاوزه سيبدوا لك أنه يتحرك إلى الوراء على الرغم من أنه يتحرك إلى الأمام ولم يغير سرعته أبدا
وما يسمى بالتراجع للكواكب ما هو إلا مايبدو للمراقب الفلكي من موقع مراقبته لهذه الكواكب من كونها غير منتظمة في المسير وذلك ناتج عن اجتياز كوكب معين للكرة الأرضية بسرعة تختلف عن سرعتها أو اجتياز الكرة الأرضية لكوكب سرعته أقل من سرعتها حينها يبدو للراصد الفلكي بأن هذا الكوكب قد بدأ بحركة تراجعية ولكنها ما هي إلا مشاهدة وهمية وتغير جغرافي فلكي عما هو معتاد أن تكون عليه مواقع هذه الكواكب .
الخلاصة في مقولة تراجع الكواكب هي أن هذا التراجع وهمي وليس بحقيقي وما هو إلا تغير في خارطة الجغرافيا الفلكية ما يلبث أن يختفي بعد زوال مدة المشاهدة لهذه الظاهرة .
والموضوع الذي أاود أن أشير إليه هنا هل لهذه الظاهرة تأثير على المواليد ساعة الميلاد إن كان هناك حركة تراجعية للكواكب يتأثرون بها في مسيرة حياتهم المستقبليه ؟؟
وكما يعلم الجميع بأن علم الفلك مبني على الدراسة والمراقبة والمقارنة بين المواليد من حيث توزيع الكواكب في البروج والبيوت ساعة الميلاد ، وما تسببه هذه التوزيعات من تأثير على بني البشر , فقد تمت دراسة تأثيرات التراجع ساعة الميلاد وخلص بعض الدارسين إلى أن هناك تأثيرا لهذه التراجعات على المواليد يكتسبونها من هذه الظاهره وبالرغم من أنهـــــــا ليست حقيقية , وقد يتسائل البعض كيف يكون لشيء غير موجود تأثير ملموس وواقع
وهنا يبرز سؤال هل الخوف شيء نستطيع أن نراه أهو مادة أو جسم يرى بالعين المجردة . وهل الحب والعشق والكره مادة نتناولها فنصبح عاشقين أو كارهين هناك أشياء كثيرة في حياتنا
نرى أثرها دون أن تكون ملموسة أو مرئية .
أما عن الخصائص التي تنتج عن تراجع الكواكب ساعة الميلاد فهي كما يلي حسب الدراسات والملاحظات .
1- عطارد :
تراجع عطارد وقت الميلاد يكون له الأثر على اتخاذ القرارات ويعمل على التردد وعدم التسرع قبل الإقدام على اتخاذ قرار مهم خوفًا من عاقبة سيئة .
2- زحــــل :
يكون له نفس تأثير عطارد بالإضافة إلى أن يكون الشخص صاحب شخصية موسوسة ويكون لديه شعور بأنه غير مرغوب لدى الآخرين .
3- المشتـــرى :
يجعل الشخص بطيئا في إدخال التغييرات اللازمــة على طريقـــة سلوكياته وحياتـــه وتراه دائم الشكوى من قلة الحظ وتعثر الأمور .
4- أورانـــوس :
يكون لتراجع كوكب أورانوس أثر على طريقة تفكيره بالأحداث الماضية من حياتـــه ويكون لها مساحــة كبيرة ويهتم بما مضى أكثر من أوضاعه الآنيــة والمستقبليــــة .
5- نـبـتــون :
يمنح تراجع نبتون وقت الميلاد القدرة الكبيرة على استقراء الأمـــور والأحــداث التي تدور حول الشخص ، ويكسبه قوة حدس كبيره , كما أنه يكون صاحب حس فني كبيــــر في شتى مجالات الفنون المختلفـــــــــة
6- بـلـوتـــو :
تراجع بلوتو وقت الميلاد يجعل من هذا الشخص ثائرًا على العادات والقيم الاجتماعية ويسعى للبحث عن مدى صحتها للتأكد من كونها متناسبة مع وضع العصر الذي يعيشه ولربما يسعى إلى هدم هذه العادات والتقاليــــد وينادي بغيرها لتتناسب مع طريقة تفكيره ومعتقداتــــه , وغــالبــًا ما يكون لدى هذا الشخص النـــزعـــــــــــة الجنسيــــة المتــطــرفــــة الكامنـــة في نفســـه ولا يقــوى على البوح بــها .
7 - الــزهـــرة :
صاحب وضعيـــة الزهــره المتراجــعــة ساعــة الميــلاد يكون معرضًا للانتكاســات العاطفيـــة ويكون صيدًا سهلآ للتغريــر العاطفـــي والجنسي وخصوصًا إذا ما ترافق هذا التراجع للزهرة بوضعية سلبية مع كوكــــــب نبتون مما ينتج عنــه استمرارية التفكير بما مضى من أمور عاطفيــــــة .
8- المـــريــــخ :
يمنح المريـــخ إذا كان متراجعـــًا ساعــة الميلاد خاصيـــة عــدم المواجهـــة وعــدم التسرع في معالجــة الأمور ، ويولد نوعــًا من الخوف الوهــمــي , وكذلك يكون صاحب هذه الوضعية قادرًا على التحكم بعواطفه ومشاعره وخاصة الجنسيـــة منـــهـــا .
هـــذه بعض الخصائص التي يكتسبها المولود من الكواكب المتراجعـــة ساعـــــة ميلاده وليست الآثار التـــــي يسببهـــا الكوكب حينما يتراجع في الوقت الذي يعيشه الإنسان في وقتـــه الراهـــن .